نساء إيران يتحدّين الحجاب الإلزامي وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية
نساء إيران يتحدّين الحجاب الإلزامي وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية
شهدت العاصمة الإيرانية طهران موجة متصاعدة من تحدّي النساء للقوانين الصارمة التي تفرض الحجاب الإلزامي، في استمرار لما بدأ من حالة غضب شعبي عقب وفاة مهسا أميني عام 2022.
ورصدت وكالة "أسوشيتد برس"، في تقرير لها، السبت، نساء وفتيات في أحياء طهران الشمالية، وعلى طول شارع ولي عصر ووسط سوق تجريش، يخلعن الحجاب علنًا، متحديات المراقبة الأمنية، في خطوة تُعد الأكثر جرأة منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وأكدت هولي داغريس، الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن التغيير واضح على الأرض مقارنة بزيارتها الأولى لإيران عام 1999، حيث كان ظهور خصلة شعر واحدة كافيًا لتعرض المرأة للتوبيخ من الشرطة أو الباسيج.
وأضافت داغريس: "إن رؤية النساء يتحدين الحجاب الإلزامي علنًا أمر لا يُصدّق ويشير إلى تحول اجتماعي غير مسبوق".
تزايد رفض الحجاب
رصد مراسلو أسوشيتد برس في طهران، ومنهم مراسلة ميدانية زارت المدينة لأول مرة منذ عامي 2018 و2019، أن النساء الصغيرات اللواتي يخرجن من المدارس في أحياء شمالية مثل تجريش يخلعن الحجاب فور مغادرتهن، ويشاركن في أنشطة يومية دون أي خوف ظاهر.
كما شوهدت النساء في بازار تجريش وفي شوارع رئيسية قرب مرقد الإمام زاده صالح، وهن يتجولن دون أي التزام بالحجاب، وسط مراقبة محدودة من الشرطة.
وأفادت أسوشيتد برس، بأن الوضع أصبح متغيرًا بشكل لافت، إذ تخشى السلطات الإيرانية من أن أي إجراءات صارمة ضد المخالفات قد تؤدي إلى موجة احتجاجات جديدة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية المتصاعدة ونقص الخدمات الأساسية وانقطاعات الكهرباء والمياه.
تداعيات وفاة مهسا أميني
ذكّرت الاحتجاجات والمواقف الميدانية بوفاة مهسا أميني في سبتمبر 2022، والتي أثارت غضبًا واسعًا في إيران والعالم، إذ اتهمت السلطات بالاعتداء عليها جسديًا ووفاتها بشكل مأساوي، ما دفع ناشطات وصحفيات للمطالبة بمساءلة قوات الأمن.
وشهدت البلاد موجات احتجاجية شاركت فيها النساء بشكل بارز، ما أحدث تحولًا جذريًا في سلوك المجتمع الإيراني تجاه الحجاب الإلزامي.
وأشار خبراء ومراقبون إلى أن الحراك النسائي الحالي يعكس تحولًا ثقافيًا ووعيًا متزايدًا بين الأجيال الشابة، مؤكّدين أن النساء لم يكتفين بالتعبير عن رفض الحجاب على نطاق شخصي، بل أصبحن يظهرن رفضهن علنًا في الأسواق والشوارع والمناسبات العامة.
مخاوف من تصعيد
رصدت أسوشيتد برس، أن اللوائح الحكومية، مثل التحذيرات في الفنادق أو المكاتب، لم تمنع النساء من تحدي القوانين، في حين شهدت طهران ظواهر مثل نساء يقدن دراجات نارية دون حجاب، وتجمعات عائلية في الأسواق دون الالتزام بالتغطية.
ويخشى المراقبون أن أي تدخل أمني صارم قد يؤدي إلى احتجاجات واسعة، نظرًا لتزايد الغضب الشعبي ضد قيود الحريات الفردية في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية المستمرة.
ويعكس استمرار هذا الحراك تمسك النساء بحقوقهن الأساسية، ويعيد فتح نقاش واسع حول دور الحريات الفردية والمجتمع المدني في إيران، خصوصًا في مجالات التعليم والعمل والمشاركة العامة.











